26 - 06 - 2024

تباريح | توجس وترويع

تباريح | توجس وترويع

(أرشيف المشهد)

30-6-2013 | 18:40

التوجس من كل كلمة تنطقها في ماسبيرو إذا ماكنت ضيفا على أحد برامجه يعكس حجم الديكتاتورية التي يراد فرضها على المجتمع ، والتي لم نر منها حتى هذه اللحظة إلا قمة جبل الجليد.

مئات المرات كنت ضيفا سواء في عهد مبارك أو فترة حكم المجلس العسكري ، انتقدت كما يحلو لي ، فمن يقرر استضافتي يعرف مواقفي ، وأشهد الآن كم كان صدر المجلس العسكري واسعا لكل نقد (وأحيانا للتجريح) ولا أريد أن أقول أن ذلك كان متاحا في عهد الرئيس المخلوع ، حتى لايفسر أحد كلامي بأكثر مما يحتمله.

ماسبيرو الآن يشبه بيت الأشباح ، الجميع يخاف من بعضه ومن الضيوف ، وبعد أن مر بفترة ازدهار كان خلالها مزارا لكل الأطياف السياسية ، أصبح أغلب الضيوف غير مرغوب بهم في جنباته ، وإن حضروا مثلوا هما ، فالانتقاد ممنوع والخطوط الحمراء كثيرة ، ومعدو ومقدموا البرامج يحاولون الاتفاق على كل كلمة تقولها قبل الدخول لاستديو الهواء ، لذلك زاد عدد البرامج المسجلة ، التي يمكن فرض رقابة عليها.

وضع مبنى ماسبيرو جزء بسيط من المأساة التي يعيشها الإعلام في عهد مرسي ، فهو متهم على الدوام ، وكأن الإعلامي صانع الحدث وأصل الداء والورم الخبيث الذي يسري في أوصال المجتمع بحسب أوصاف بعض من ينتسبون للتيارات الإسلامية.

نحن إزاء سلطة تحاول إخفاء الأعراض وليس علاج الأمراض ، بنفس الطريقة التي طالب فيها متصل ببرنامج كنت ضيفا عليه يوم الجمعة الماضي، بتعليق حق التظاهر السلمي الآن!!

هم يريدون منع التظاهر وإغلاق عدسات الإعلام ، حتى يرددوا أكاذيبهم دون أن يراجعهم أحد ، ويرتكبوا حماقاتهم دون اعتراض ، يريدون فرض الظلام على بلد أشرقت جنباته بثورة 25 يناير ، لذلك فإن مآلهم عاجلا أو آجلا ، لن يكون إلا مزبلة التاريخ.

ربما يستحلون سفك الدم ، وربما يروعون النساء الذين يرونهم "تربية شوارع وأولاد كلب" عكس نسائهم ، ويروعون الأطفال ، بنفس الطريقة التي حاولوا بها ترويع الوطن كله عبر قتل أربعة من الشيعة والتمثيل بجثثهم جهارا نهارا ، قبيل أيام قليلة من 30 يونيو .. لكن شباب مصر ورجالها الأطهار لن يتمكن أحد من ترويعهم ، وهم ماضون لإكمال ثورتهم ، وإعادة الهاربين من سجونهم إلى المكان والمكانة التي لا يستحقون غيرها، بعد ان واتتهم فرصة تاريخية لكنهم لم يفلحوا إلا في الإساءة لأنفسهم وللإسلام.

يالهم من أغبياء

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان